
علماء يؤكدون أن انفجاراً كبيراً وراء نشأة الأرض – تحديث مستمر
أعلن علماء فلك أنهم تمكنوا من اكتشاف اللحظات الأولى لولادة الكون بالاستناد الى نظرية ” الانفجار الكبير ” التي تقوم على أن انفجاراً هائلاً انتهى بنشأة الكرة الأرضية.
ويبدو أن العلماء استفادوا من الفرضية التي وضعها ألبيرت آينشتاين والتي تقول بأن أي انفجار هائل يحدث بعده موجات أطلق عليها آينشتاين اسم ” موجات الجاذبية ” ، وهو ما ساعد العلماء على اكتشاف اللحظات الأولى لولادة الكون، حيث ربما لا زال من الممكن رصد هذه الموجات بسبب ضخامة وحجم الانفجار.
ونقلت صحيفة ” ديلي ميل ” البريطانية عن علماء فلك قولهم إن ” موجات الجاذبية ” الأولى التي نتجت بعد ” الانفجار الكبير” تركت بصمات في الموجات الصغيرة التي يمكن رصدها حالياً، وهو ما يؤكد في النهاية فرضية أن انفجاراً هائلاً نتج عنه ولادة الكرة الأرضية قبل ملايين السنين.
وقال البروفيسور بيتر أدي الذي ساعد الفريق البحثي في اكتشاف الموجات التي تدل على الانفجار الكبير ” إنه أمر لا يُصدق بصراحة.. إن ما تم اكتشافه يؤكد صحة الفكرة التي كنتُ أعتبر أنها حمقاء”، مشيراً الى أن “الخطوة القادمة ستكون أكثر وضوحاً وسوف تؤكد بيانات أكثر من خلال تكنولوجيا مختلفة “.
ونجح الباحثون في التقاط الموجات المشار اليها بعد أن تمكنوا من بناء راصد بالغ الحساسية للموجات الصغيرة، ونصبوه في مركز ” ساوث بول ” وهو واحد من مركزين في العالم يراقبان حركة الكرة الأرضية، وكان قد تم تأسيسه في الولايات المتحدة عام 1956.

موجات الجاذبية
واستغرق البحث الذي قام به مجموعة من علماء الفلك تسع سنوات لينتهوا الى اكتشاف موجات صغيرة ناتجة عن ” موجات الجاذبية ” بما يؤكد أن الأرض نتجت عن انفجار كبير قبل ملايين السنين.
وأجرى علماء الفلك بهدف البحث مسحاً شاملاً لنحو 2% من السماء ولمدة ثلاث سنوات، مستخدمين تيليسكوبات متطورة وموجودة في مركز ” ساوث بول ” الأميركي.
ويسود الاعتقاد بين الكثير من علماء الفلك والطبيعة أن الأرض كانت مجرد قطعة صغيرة نتجت عن انفجار ضخم، وسرعان ما حدث ” تضخم كوني ” الكرة الأرضية الى حجمها الحالي، إلا أن نتيجة هذه الدراسة يمثل أول دليل علمي على إمكانية أن يكون هذا الاعتقاد صحيحاً، فضلاً عن أنها ستفتح المجال واسعاً أمام الكثير من الدراسات المستقبلية في هذا المجال.
وقال لورنس كروس عالم الفيزياء في جامعة ” أريزونا ستيت ” الأميركية: ” إنه أمر مدهش.. نستطيع الآن أن نرى بداية العالم “.
أما الخبير الفيزيائي ألان غوث فقال إن “هذا الاكتشاف يشير الى بعض الأفكار بشأن التوسع السريع للعالم وهو الأمر الذي كان مستبعداً ” .
وتقول نظرية ” الانفجار الكبير ” إن الكون كان يغلي بعد الانفجار واستغرق مدة 380 ألف سنة حتى أصبح بارداً
===
17 جمادى الأولى 1435هـ18 مارس 2014م
رويترز :
أعلن علماء الفلك انهم إكتشفوا ما يعتبره الكثيرون قدس الاقداس في مجال نشأة الكون ألا وهو رصد تموجات في منظومة الزمان-المكان تمثل أصداء لعملية تمدد الكون الهائلة التي حدثت فور وقوع الانفجار العظيم.
وقبل قرن من الزمن تنبأ العالم ألبرت أينشتاين بهذه التموجات في منظومة الزمان-المكان (الزمكان) التي يطلق عليها أيضا موجات الجاذبية. ويمثل هذا الاكتشاف إنجازا يتوج الفتوحات الكبيرة للفكر البشري في فهم كيف نشأ الكون منذ الأزل وتطوره في صورة أعداد لا تحصى من المجرات والنجوم والسدم ومساحات شاسعة في أقطار الفضاء.
وقال مارك كاميونكوفسكي عالم الفيزياء بجامعة جون هوبكنز وأحد الباحثين في المشروع المشترك الذي توصل الى هذا الكشف للصحفيين يوم الاثنين في مؤتمر صحفي في مركز هارفارد-سميثونيان للفيزياء الفلكية في كمبردج بماساتشوستس “يمثل هذا الإكتشاف الحلقة المفقودة في علوم الفلك.”
وموجات الجاذبية عبارة عن حركات موجية ضعيفة تنتشر عبر الاجرام بسرعة الضوء وكان العلماء يجدون في البحث عنها منذ عشرات السنين لأنها تمثل الأدلة الغائبة في سياق نظريتين.
النظرية الاولى هي النظرية النسبية العامة لأينشتاين التي فتحت الباب على مصراعيه أمام الابحاث الحديثة في منشأ الكون وتطوره والتي سعى فيها أينشتاين الى تعميم مفاهيم نظريته الخاصة إذ أضاف عام 1915 مفهومي التسارع والجاذبية لنظريته الخاصة التي وضعها عام 1905.
وتقول النظرية العامة بأن قوانين الكون واحدة لكل الأجسام بصرف النظر عن حالات حركتها وأن الحركة غير المنتظمة (المتسارعة) مثلها مثل الحركة المنتظمة كلتاهما حركة نسبية وتقول أيضاً بأن المادة هي التي تتسبب في انحناء منظومة الزمان-المكان (الزمكان) ويزيد هذا الانحناء بزيادة كثافة المادة في الفضاء وكلما زاد الانحناء أبطأ الزمن من سيره.
وتقول هذه النظرية أيضاً بمبدأ التكافؤ أي التعادل بين عزم القصور الذاتي وقوة الجاذبية الأرضية وبأن الضوء يسير في خطوط منحنية حينما يقترب من جرم كوني ذي جاذبية كبيرة.
ويقول أينشتاين ايضا بان هذه الانحناءات في الفضاء ليست ثابتة بل انها تتحرك مثل الماء في بحيرة ما أو على غرار الموجات الزلزالية في القشرة الارضية.
وقال جامي بوك عالم الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكونولوجيا في باسادينا وأحد كبار الباحثين في المشروع المشترك لرويترز إن موجات الجاذبية “تنتج عنها بالتناوب في الفضاء موجات من التضاغط في اتجاه والتخلخل في اتجاه معاكس.”
أما النظرية الثانية فهي حديثة نسبيا إذ ظهرت في ثمانينات القرن الماضي وأطلقت على موجات الجاذبية اسم التمدد الكوني وترتكز على فكرة بديهية تقول بان الكون نشأ عن الانفجار العظيم وهو عبارة عن انفجار في منظومة الزمان-المكان منذ 13.8 مليار عام.
وتقول هذه النظرية ايضا بان الكون تمدد بطريقة لوغاريتمية في نشأته اذ تمدد في الحجم 100 تريليون تريليون مرة مما أدى الى تناسق الكون بصورة ملحوظة في أغوار الفضاء كما وجدت نتيجة لذلك تموجات هائلة نجمت عنها موجات الجاذبية.
ورغم ان هذه النظرية لاقت تأييدا عمليا كبيرا إلا أن عدم رصد موجات الجاذبية التي توقعتها النظرية دفع الكثيرين من علماء الفلك الى التحفظ على التسليم بها.
لكن الامر تغير بعد اكتشاف يوم الاثنين.
وقال افي لويب عالم الفيزياء بجامعة هارفارد في بيان “هذه النتائج ليست مجرد دليل دامغ لا يقبل الشك على تمدد الكون بل انها تبلغنا أيضا بموعد هذا التمدد ومدى ضخامة هذه العملية.” وترتبط قوة اشارات موجات الجاذبية بمدى شدة تمدد الكون خلال فترة التمدد الوجيزة.
وبلغت القياسات التي أعلنها علماء الفلك يوم الاثنين نحو ضعف القياسات التي توقعها الباحثون بالنسبة لموجات الجاذبية مما يوحي بامكان استنتاج كم كبير من المعلومات عن كيفية حدوث تمدد الكون.
وقد أمكن رصد موجات الجاذبية بالاستعانة بتليسكوب لاسلكي يتميز بقدرته على مسح الفضاء انطلاقا من القطب الجنوبي للارض وفحص ما يعرف بالموجات الكونية المتناهية الصغر وهي عبارة عن اشعاع ضعيف ينتشر في أرجاء الكون.
ويمثل اكتشاف علماء الفلك في مختبر بيل لابس في نيوجيرزي عام 1964 لهذه الموجات الكونية خير دليل حتى الآن على ان الكون انبثق أصلا من انفجار ذي درجة حرارة عالية للغاية. وتسبح هذه الموجات في الكون منذ 380 ألف عام عقب الانفجار العظيم.
وستترك لفرق بحثية أخرى من العلماء مهمة التحقق من تفاصيل هذا الاكتشاف بالاستعانة بمجموعة كبيرة من التليسكوبات الارضية والفضائية.
ومن شأن رصد موجات الجاذبية ان يساعد علماء الفيزياء على تحقيق حلم ظل يراود أينشتاين حتى قبل وفاته الا وهو توحيد جميع قوى الطبيعة الأربعة.
والقوى الرئيسية الاربعة في الطبيعة هي القوة النووية الشديدة التي تعمل على ربط مكونات نواة الذرة وأيضا الجسيمات الاساسية مثل البروتون والجسيم المسؤول عن هذه القوة هو الجلوون كما تربط هذه القوى بين الكواركات داخل البروتون الواحد.
والقوة الثانية هي القوة النووية الضعيفة وهي أكثر القوى الكونية الاربعة غموضا وهي اقل بواقع 100000 مرة من القوى النووية الشديدة وهي مسؤولة عن تفكك نوى بعض الذرات على هيئة نشاط اشعاعي والجسيم الحامل لهذه القوى هو البوزون.
أما القوة الثالثة فهي القوة الكهرومغناطيسية والرابعة هي قوة الجاذبية. وتقوم نظرية يطلق عليها النموذج المعياري (القياسي) على الدمج بين ثلاث من هذه القوى وهي القوة النووية الشديدة والقوة النووية الضعيفة والقوة الكهرومغناطيسية بغية صياغة نظرية متكاملة لسبر أغوار الكون.
والنقص الذي يشكل عوارا لهذه النظرية هو عدم احتوائها على القوة الكونية الرابعة ألا وهي قوة الجاذبية.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي
التعليقات